دخلت أسبوعها الرابع، هل ستشهد نهايةً لحرب غزة في الشرق الأوسط؟
تزايدت التحذيرات العالمية بشأن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مما يثير مخاوف من اندلاع صراع إقليمي أو حتى دولي بسبب التصعيد المستمر بين إسرائيل وحركة حماس، الذي دخل أسبوعه الرابع بعد الهجوم الواسع الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر الحالي.
أطلق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحذيرًا حول تصاعد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، معربًا عن مخاوف من تجاوزه لحدود المنطقة الشرقية. خلال اجتماع مع زعماء دينيين روس، أكد بوتين على ضرورة وقف إيذاء الأبرياء في غزة وإنهاء تساقط الدماء. حذر أن عدم تحقيق ذلك قد يؤدي إلى تصاعد الأزمة بشكل كبير وتوسعها عبر الحدود. تقارير تشير إلى تحليلات متباينة حول مدى توسع الصراع وتأثيره على مستوى إقليمي وعالمي، ويُرجى تفهم التحذيرات على أنها جزء من التصاعد الجاري بين روسيا والولايات المتحدة بسبب الأزمة في أوكرانيا.
قد أشار الباحث والخبير الروسي في العلاقات الدولية، تيمور دويدار، إلى أن النظر في موسكو إلى الصراع في الشرق الأوسط لا يقتصر على أنه نزاع بسيط بين إسرائيل وحماس فقط. بل إنه يُعَد صراعًا معقدًا وخطيرًا يحمل مكامن التصاعد والتفجّر والتحول ليصبح صراعًا إقليميًا كبيرًا. وقد أشار إلى مشاركة دول الجوار العربي لإسرائيل، ولا سيما لبنان وسوريا، بالإضافة إلى إيران في هذا السيناريو الإقليمي المحتمل.
لذلك، قد قامت روسيا باتخاذ إجراءات عسكرية واستخباراتية تحسبًا للأوضاع الراهنة، حيث تقوم بدراسة ومراقبة الوضع عن كثب وتأخذ تدابير احتياطية لمعالجة جميع الاحتمالات الممكنة. ويُنبئ هذا الاحتياط بإمكانية تفاقم الصراع وتطوره ليصبح نزاعًا معقدًا وطويل الأمد، قد يمتد شرقًا وغربًا. ولا يمكن تجاهل المصالح الهامة للصين في هذه المنطقة والاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها. لذا، في حالة تصاعد الصراع وتصاعد تداعياته بشكل واسع، فإن كل من بكين وموسكو سيكون لديهما مصلحة قوية وحقًا في التدخل، ولن يبقيا مكتوفتي الأيدي أمام أي تصاعد في هذا الصراع المدمر على أعتابهما، في منطقتهما الحيوية والاستراتيجية.
وفي هذا السياق، يجب أن نفهم تحذير بوتين على أنه إشارة إلى مدى خطورة الأوضاع الحالية. إننا بالفعل على شفا حفرة خطيرة لا تقل أهمية عن أزمة أوكرانيا والتوتر بين روسيا والغرب الذي يتعلق بها. ولذلك، يجب أن نأخذ هذا التحذير بجدية في موسكو، وأن ننظر في إطار زاوية أوسع بكثير مما يرونه العواصم الغربية.
من ناحيته، يشير الكاتب والمحلل السياسي جمال آريز إلى أن التحذير رغم أهميته، إلا أنه يمكن أن يحمل بعض المبالغة. فعلى الرغم من أن الشرق الأوسط يعتبر منطقة استراتيجية ذات أهمية كبيرة في العلاقات الدولية، إلا أن الصراع الحالي يقتصر بشكل أساسي على المستوى الإقليمي، على الرغم من دعم الغرب لإسرائيل ومواقف الدول الأقرب للفلسطينيين، وهو ما يتضح أيضًا من مواقف الصين وروسيا.
يظهر بوضوح أن الخلاف القائم بين موسكو وبكين حول الأحداث في حرب غزة هو جزء من المنافسة والتنافس الاعتيادي بين الطرفين. هذا التنافس يستند إلى الخلافات التقليدية التي تاريخيًا كانت تشهدها علاقتهما. يجلب هذا التنافس توترًا إلى العلاقات بينهما، ويتماشى مع ما يحدث في سياق الصراع الدائر حول النفوذ والهيمنة العالمية. يُظهر التصاعد الأخير لهذا التوتر، والذي يأتي في أعقاب الأزمة الأوكرانية والدعم الغربي لكييف، كيف أن التهويل النسبي من قبل موسكو يُعد ردًا على ما يُعتبر تهويلًا غربيًا لأزمة أوكرانيا ومحاولة لإثارة المزيد من التوترات من قبل الغرب وحلف شمال الأطلسي (الناتو).