تهنئة بالعام الهجري الجديد 1444، يتزايد عليها البحث، إذ يهتم المسلمون في جميع أنحاء العالم بتهنئة العام الهجري الجديد 1444، إذ كان أمس الجمعة هو المتمم لشهر ذي الحجة؛ لينطلق اليوم شهر محرم معلنًا بداية العام الهجري الجديد، وفيما يتعلق بحكم الشرع في تهنئة العام الهجري الجديد، أكدت دار الإفتاء المصرية، في فتوى سابقة لها، أن التهنئة بمناسبة رأس السنة الهجرية جائزة شرعًا ولا بدعة فيها.
تهنئة بالعام الهجري الجديد 1444
وبحسب موقع الساعة، كان قد دعا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، في كلمته بمناسبة بداية العام الهجري الجديد، المسلمين في دول العالم إلى الاستفادة من دروس الهجرة النبوية وتطبيقها في حياتنا ومجتمعنا، وأوضح أن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن تحرُّكًا عشوائيًّا، أو هروبًا من واقعٍ شديد القسوة أحاط بالنبي صلى الله عليه وآله وسلَّم، ولكنها جاءت عقب إعداد مسبَّق ودراسة شاملة، لتُصبح نقلة استراتيجية عظيمة انتقل المسلمون بعدها من الضعف إلى القوة، وتكون المدينة المنورة مركزًا لنشر قيم العدل والسلام.

العام الهجري الجديد
وبحسب موقع الساعة نوه الدكتور شوقي علام إلى أنَّ أوَّل ما بنى النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة كان المسجد الذي جمع المسلمين في صفٍ واحد، لينبذوا أشكال الفُرقة والشِّقاق، ويوحِّدوا صفوفهم من أجل مصلحة دينهم ودولتهم التي وضعوا حجر أساس بنائها عقب الهجرة؛ لِتُصبحَ الدولةُ الإسلامية منارةً للوسطية والتسامح، وبناءً للإنسان في أرقى صور التعامل البشري، واعترافًا بحقوق الإنسان وتفضيله على جميع المخلوقات، وإعلاءً لِقَدْرِه بالمحافظة على دَمِهِ وأمنه وسلامته.
وحول بداية السنة الهجرية، أكدت الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصل إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جعِل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة.
رأس السنة الهجرية ١٤٤٤
واستشهدت بقول الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (7/ 268، ط. دار المعرفة): «[وَإِنَّمَا أَخَّرُوهُ -أي التأريخ بالهجرة- مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ إِلَى الْمُحَرَّمِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَ الْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ كَانَ فِي الْمُحَرَّمِ؛ إِذِ الْبَيْعَةُ وَقَعَتْ فِي أَثْنَاءِ ذِي الْحِجَّةِ وَهِيَ مُقَدِّمَةُ الْهِجْرَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ هِلَالٍ اسْتَهَلَّ بَعْدَ الْبَيْعَةِ وَالْعَزْمِ عَلَى الْهِجْرَةِ هِلَالُ الْمُحَرَّمِ، فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَلَ مُبْتَدَأً»، وَهَذَا أَقْوَى مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَةِ الِابْتِدَاءِ بِالْمُحَرَّمِ.

وبحسب موقع الساعة أوضحت الإفتاء: أن الهجرة كانت البداية الحقيقية، لإقامة بنيان الدولة الإسلامية. ووضع أحكامها التشريعية، التي صارت أساسًا لإنشاء النظم المجتمعية. وضبط العلاقات الإنسانية والدولية، وإقرارًا لمبدأ التعايش والتعددية. ولأجل ذلك اختار الصحابة رضي الله عنهم الهجرة بداية للتقويم الإسلامي؛ فروى الطبري في تاريخه عن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر رضى الله عنه صك محله في شعبان، فقال: أي شعبين؛ الذي هو آت. أو الذي نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ضعوا للناس شيئًا يعرفونه». فقال بعضهم: «اكتبوا على تأريخ الروم»، فقيل: «إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين؛ فهذا يطول». وقال بعضهم: «اكتبوا على تأريخ الفرس»، فقيل: «إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله». فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين. فكتب التاريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.